الظلام

عمّ الظلام بدارنا 
وبدارنا عمّ الظلام
وبدا سواد الكون من حولي
يؤرّقني ويحرمني المنام
لكنّني أبصرت من حولي
في سباتٍ...وشخيرٍ...واغتنام!!
إلا أنا يا حسرتي!!
ما كان يمنعني المنام؟!

ما كان إلا
أن رضيتُ بيقضتي
وضللتُ أنتظرُ الصباح بلا نيام
لكنّني طال انتظاري
ولم يزل عنا الظلام!
وظللتُ أنتظر الصباح
حتى يحين... بأي حين
لا بد أن يحين
إلا إذا كان سجين!!
وظللت أنتظر الصباح
حتى جائني الخبر اليقين
حتى عرفتُ بأنه 
أمسى سجين!
في سجن من بات عدو المبصرين.
فمضيت أوقضُ إخوتي
حتى يقوموا للكفاح
حتى يفكوا فجرنا
ويطل من ثم الصباح
لكنهم رفضوا وردوا في صياح
يا أيها المجنون إعقل!
هل تريدُ لنا الذِباح؟!
دعنا ننم في سكنة
وكفّ عن هذا النباح!
فذهلتُ من هذا الجواب
أويستوي من يطلب العدل
بأصوات الكلاب!!
أنا لن انام...
وسأحمل المشعل في كفٍّ
وفي الأخرى حراب
أنا لن انام...
سأكونُ شوكاً قاسياً
تدما به قدمُ الذئاب
سأكونُ رعداً هازماً
وأسدُّ للباغي الحساب

ردّ الظلامُ مزمجراً
بالقول يصرخُ في الصحاب
إن الذي سبّ الظلام لكافرٌ
إن الذي سبّ الظلام لمرهبٌ
وخلفه...يتمتم الصحاب
هذا هو الكفران...هذا هو الإرهاب

قلت بلى....
هذا هوا الكفران...هذا هو الإرهاب
فلتشهدوا...أني كافرٌ 
بالكفر...والطاغوت...والسراب
موحدٌ لخالقي ومالكِ الرقاب
وعدوّ ربي ما له
مني سوى الإرهاب
والقتل والتدمير والخراب
حتى يعود الصبح
ويقتل الظلام
وتفرح القباب

2008